responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 3  صفحه : 324
[سورة الفرقان (25) : الآيات 53 الى 55]
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (55)
قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ قال الزجاج: أي: خلَّى بينهما تقول: مرجتُ الدابَّة وأمرجتُها: إِذا خلَّيتَها ترعى. ومنه الحديث:
(1052) «مَرِجَتْ عهودُهم وأماناتهم» أي: اختلطت.
قال المفسرون: والمعنى [1] أنه أرسلهما في مجاريهما، فما يلتقيان، ولا يختلط المَلِح بالعذب، ولا العذب بالمَلِحِ، وهو قوله تعالى: هذا يعني: أحد البحرين عَذْبٌ أي: طيِّب، يقال: عَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذوبةً، فهو عَذْبٌ. قال الزجاج: والفُرات صفة للعَذْب، وهو أشد الماء عُذوبة، والأُجَاج صفة للملح، وهو: المُرُّ الشديد المرارة. وقال ابن قتيبة: هو أشد الماء ملوحة، وقيل: هو الذي

صحيح. أخرجه أحمد 2/ 212 وأبو داود 4343 من طريق يونس بن أبي إسحاق عن هلال بن خباب به من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وهلال بن خباب حسن الحديث إذا لم يخالف ثقة. وأخرجه أحمد 2/ 221 وأبو داود 4342 وابن ماجة 3957 من طريق أبي حازم، حدثنا عمارة بن عمرو به. وصححه الحاكم 4/ 435 ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وأخرجه أحمد 2/ 162 من طريق إسماعيل عن يونس عن الحسن أن عبد الله بن عمرو قال: وهذا إسناد فيه كلام. ويشهد له حديث أبي هريرة الذي أخرجه الدولابي في «الكنى» 2/ 35 وصححه ابن حبان 1849. وأخرجه البخاري 478 من طريق حامد بن عمر عن بشر، عن عاصم عن واقد عن أبيه عن ابن عمر- أو ابن عمرو- «شبك النبي صلى الله عليه وسلّم أصابعه» . وعلقه البخاري 480. قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس، بهذا» . وقال الحافظ في الفتح [1]/ 566 بعد أن ذكر هذا: (وقد ساقه الحميدي في الجمع بين الصحيحين نقلا عن أبي مسعود) ، وزاد هو:
«قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا، وشبك بين أصابعه» . وأخرجه أبو يعلى 5593 بتمامه: وهو عند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو قال: «بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذ ذكروا الفتنة أو ذكرت عنده» ، قال: «إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم، وخفّت أماناتهم، وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قال: فقمت إليه فقلت له: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة» .

[1] قال ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» 3/ 400: وقوله وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ... أي: خلق الماءين:
الحلو والملح. والحلو كالأنهار والعيون والآبار، وهذا هو البحر الحلو الفرات العذب الزلال، واختاره ابن جرير وهذا لا شك فيه، فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات. والله سبحانه إنما أخبر بالواقع لينبه العباد على نعمه عليهم ليشكروه، فالبحر العذب هو هذا السارح بين الناس، فرّقه الله تعالى بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهارا وعيونا في كل أرض، بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم. وقوله: وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ أي: مالح مر زعاق لا يستساغ، وذلك كالبحار المعروفة الساكنة التي لا تجري ولكن تموج وتضطرب، وتغتلم في زمن الشتاء وشدة الرياح، ومنها ما فيه مد وجزر ففي أول كل شهر يحصل منها مد وفيض، فإذا شرع الشهر في النقصان جزرت بعد الليلة الرابعة عشرة فأجرى الله تعالى- وله القدرة التامة- العادة بذلك فكل هذه البحار الساكنة مالحة الماء لئلا يحصل بسببها نتن الهواء، فيفسد الجو بذلك، ولئلا تجوى الأرض بما يموت فيها من الحيوان، ولما كان ماؤها ملحا كان هواؤها صحيحا وميتتها طيبة.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 3  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست